صفاقس : الصوناد واللامبالاة .. بقلم الأستاذ حاتم الكسيبي

الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه

عيدكم مبروك وكل عام وأنتم بخير

قال شاعرنا الفذ أبو القاسم الشابي واصفا المستبد “سخرت بأنّات شعب ضعيف” وكذلك فعلت بنا الصوناد أيام العيد اذ سخرت بخروج اعلامي باهت وتعلات غير مقنعة بل واهية لاقناع أهل صفاقس وغيرها من مناطق الوطن العزيز لتبرير انقطاع الماء وندرته في الحنفيات. ماذا نقول.. الصوناد التي قامت بمجهود جبار لإيصال ماء الشمال عبر محطة كركر الضخمة تقف عاجزة عن كفّ الظمأ عن الناس واحتياجاتهم للماء أيام العيد.

لازال ضخ المياه الى كافة أحياء وثنايا المدينة يمثل عائقا بل تحديا لخبرات الصوناد فهذه مناطق لم ينقطع عنها الماء البتة وأخرى تبحث عن قطرات تدرّ بها الحنفية في ساعة متأخرة من الليل. كنّا سنفرح لو كان قطع الماء وفق برنامج توزيع محكم للمياه يتبع نظام حصص مثلا فيرشّد الاستهلاك ويدفع الناس الى تحكم أفضل في نعمة وهبها الله وجعلها سرّا وكنها لهذه الحياة. ولكنها كما يبدو فوضى عارمة واستبهال يرقى الى صنف اللامبالاة.

تصرّ وزارة الفلاحة في بلاغات متعددة أن الماء متوفر بكميات كبيرة فهي خيرات ساقها الله الى هذا الوطن عبر شتاء ممطر ملأت السدود ومجمعات المياه ولكن الايصال الى كافة جهات الوطن بات لبّ القضية. دولة الاستقلال تعجز اذن بعد ستين سنة على إيصال الماء الصالح للشراب الى كافة مواطنيها عبر محطات ضخ جبارة وبرنامج توزيع محكم يكفل عدالة الاستغلال بين كافة ربوع الوطن.

قال أحد كوادر الصوناد قبيل العيد على أمواج الأثير أنهم مضطرون لقطع الماء لفترات قصيرة قبيل ايام لتجميعه حتى يتسنى للجميع قضاء شؤون العيد بكل أريحية فعرفت يومها أننا مقبلون على أيام عصيبة دون ماء فلا غسيل ولا اغتسال ولا تنظيف بل هو شح الماء الذي تعاند صفاقس لقهره أبد الدهر. تذكرت نجاح أبو محمد الناصر الموحدي منذ عدة قرون في توفير الماء لأهل مدينة صفاقس اذ أقام بها مواجل الناصرية لتكفي القوم طوال أيام السنة وفشلت الصوناد بكوادرها و معداتها لتوفير ماء زلال يروي عطش الناس و يحسن من حالهم.

لعلها فوضى اللامبالاة التي تعصف الشركات الوطنية أو فوضى الانتخابات أو فوضى رزق “البيليك” أو ربّما كلهّا مجتمعة هي التي نغّصت العيد في عدد من الجهات وقسمت الناس بين أهل الارتواء والسقي والرشف و أهل العطش والسعار و الظمأ. خلاصة القول نلاحظ وبكل ألم أنّ الوطن العزيز لا يقسمه يمين ويسار السياسة أو فرق كرة القدم فقط بل أيضا بات الماء والهواء النقي من قواسم الوطن.

بقلم الأستاذ حاتم الكسيبي

قد يعجبك ايضا