حتى لا يلدغ أهالي صفاقس من الجحر مرتين .. بقلم فتحي الجموسي

يوسف الشاهد

هذا ما كتبه صباح اليوم الأحد 18 أوت 2019, الاستاذ فتحي الجموسي حول عزل والي صفاقس وأمر غلق مصنع السياب الأخير … و سياسات رئاسة الحكومة تجاه جهة صفاقس :

حتى لا يلدغ أهالي وأحرار مدينتي من الجحر مرتين:
#الشاهد يأمر بغلق السياب
#الشاهد يعزل الوالي
#الشاهد يهنئ النادي الرياضي الصفاقسي بفوزه بالكأس
#الشاهد يأذن بإنجاز ميناء المياه العميقة في معتمدية الصخيرة من ولاية صفاقس
#الشاهد ستنطلق حملته الإنتخابية من مدينة صفاقس.
ليس الشاهد فقط من يولي مدينة صفاقس الأولوية وكل هته الأهمية في حملته الإنتخابية، فمن قبل الشاهد كانت و لازال راشد الغنوشي يعتبر صفاقس قلعة إنتخابية إن خسرتها النهضة خسرت المعركة كاملة و هذا بالضبط ما حصل له على يدي الباجي الذي ركز حملة حزبه بهته المدينة و إستعمل كل الأسلحة الثقيلة بها في إنتخابات 2014 فكانت نتيجة التعادل كافية لإفتكاك كل شيء من النهضة بما في ذلك الرئاسات الثلاث.
منصف المرزوقي و مصطفى بن جعفر و نجيب الشابي و ياسين ابراهيم و محمد عبو و عبير موسي بل و كل المترشحين الحاليين و السابقين سواء في إنتخابات 2011 أو 2014 أو 2019 يركزون حملاتهم الإنتخابية على مدينة صفاقس
مدينة صفاقس تمثل عشرة بالمائة من سكان الجمهورية لكنها أيضاً تمثل مصدر تمويل كبير للحملات الإنتخابية بفضل ما يقدمه رجال الأعمال الصفاقسية القاطنين بها أو خارجها من أموال للأحزاب الكبرى، ومدينة صفاقس لها تأثيرها الكبير على الولايات المجاورة لها حتى في الميولات الإنتخابية.
لكن للأسف الشديد كل هذا الإهتمام و الشغف و الولع بصفاقس لا يدوم كثيرا بل ينتهي في اليوم الموالي لإعلان نتيجة الإنتخابات لتبدأ بعد ذلك لعبة المقايضات الخسيسة بمصالح المدينة بين الأحزاب الحاكمة كالمقايضة التي حصلت بين الباجي و الغنوشي بعد إنتخابات 2014 فكانت صفاقس من نصيب النهضة وتم بموجبها الإبقاء على السيطرة التامة للنهضة على المدينة و كأن نتيجة إنتخابات 2011 بقيت هي نفسها بعد إنتخابات 2014 من ذلك الإبقاء على كل المديرين الجهويين النهضاويين و على النيابة الخصوصية النهضاوية رغم حكم المحكمة الادارية بتنحيتها كما تم إطلاق سراح الامام رضا الجوادي من الإيقاف بناء على تعليمات أو بالأحرى صفقة بين عبد الفتاح مورو و رضا بالحاج مدير الديوان الرئاسي إلخ..
صحيح أن كل ما إتخذه يوسف الشاهد من قرارات لصالح صفاقس في ظرف أربعة أيام فقط جيد جدا لكن ما هي الضمانات لتنفيذ كل هته الوعود بخلاف إنطلاق حملته الإنتخابية من صفاقس خصوصا و ان الوعود الإنتخابية لكل المترشحين تكون أغلبها في العادة كاذبة؟
ثم لماذا تأخر يوسف كل هذا الوقت و إنتظر نهاية ولايته على رأس الحكومة و بداية الحملة الإنتخابية لإتخاذ هته القرارات؟
ألم يكن عالما بكون سكان صفاقس يتعرضون للهلاك جراء السياب؟
ألم يكن عارفا بفشل و طغيان و عربدة من سماه واليا على صفاقس وبكره سكان المدينة له ولتصرفاته؟
لماذا لم يهنئ النادي الرياضي الصفاقسي بإنتصاراته السابقة التي أحرزها منذ توليه الحكومة سنة 2016؟
معنى إنجاز مياه عميقة في معتمدية الصخيرة؟
هل سيقع إلغاء مشروع ميناء النفيضة و تحويله إلى صفاقس؟
أم ربما سيقع تشييد ميناءين عميقين في نفس الوقت يعرف القاصي و الداني ان تونس ليست بحاجة لهما معا و بكون وضع البلاد المالي لا يسمح بذلك؟
ما أكتبه ليس حملة إنتخابية ضد أي كان لأن الحقيقة هي أن المشكل ليس في الغنوشي الذي وعدنا بالويفي مجانا في الإنتخابات البلدية أو في الباجي الذي وعدنا بتحويل صفاقس إلى قطب ومدينة للعلوم و للجامعات الخاصة الدولية أو في الشاهد الذي يعدنا بأحلام لذيذة او في غيرهم من المترشحين الواعديننا بالجنة، بل المشكل كل المشكل فينا:
#نحن أصحاب النوايا الطيبة من لا يفقه في فن السياسية شيئا،
#نحن من نصدق أي شيء،
#نحن من يهديهم أصواتنا و أموالنا بدون مقابل،
#نحن من تعود على لذغاتهم مرتين و ثلاثة …

قد يعجبك ايضا