تلميذ بصفاقس يوجه رسالة الى وزير التربية : “ما كل هذا الإستغباء وأين مصلحة التلميذ !!؟

امتحان البكالوريا في تونس

وافانا التلميذ اسكندر السليمي المرسم بالسنة الرابعة علوم تقنية بمعهد الهادي شاكر بصفاقس بهذه الرسالة التي يتوجه بها الى وزير التربية:

” سيدي وزير التربية..بٱسمي و بٱسم زملائي اكتب…أنتفض هنا بحرقة وبلوعة القلم أجرّ على الورق لكي تصغي آذانكم الصمّاء إلى دويّ الحروف و تعير صعقاتها الإهتمام. قد قلتم و قولكم لا يخلو من الزور و البروتوكولات الزائفة ،، قلتم أنكم تبجّلون صحة ابنائكم التلاميذ على سير العام الدراسي .. و لم يمض وقت حتى انجلى الضباب عن هذا التمويه فبان المستور لتنكشف الحقيقة التى لا تخلو من النزعة البراغماتية و الأبعاد الضيقة و المتهورة التى حطّت من شأنكم و وضعتكم موضع الأخذ و الردّ.
بقراركم العودة المدرسية في النصف الثاني من شهر ماي و استكمال البرنامج في خمس أسابيع تليها فترة مراجعة متآكلة ثم الإمتحان النهائي قد تجرأتم على :
▪تهديد الصحة العامة
▪الإعتداء على صحة التلميذ النفسية
ثم
▪إختراق مبدأي تكافؤ الفرص و التقليل من مصداقية الباكالوريا التى طالما تشدّقت بها أفواهكم في منابر الإعلام.

أما عن تهديد الصحة العامة فيظهر هذا من خلال قصور الدولة المادي و عجزها عن توفير وسائل الحماية اللازمة للتلاميذ و الأساتذة و كافة أعوان الإطار التربوي مما قد يسبب كارثة إذا ثبتت إصابة تلميذ واحد في أحد المعاهد أو مراكز الامتحان. إضافة الى الاكتضاض الذي قد تشهده وسائل النقل و معاناة مستعمليها.
فبربكم في هذا الحالة على أي وعي ستعوّلون ؟؟ و من أي جيب ستنفقون حتى تظمن سيادتكم سير الدروس و شروط الصحة العامة في نفس الآن !!!؟
بهذا ستسيرون بنا جميعا إلى الهلاك دون رحمة و تهدموا كل ما تم بناؤه للتصدي لهذا الوباء و أنتم لكم السلطة و القرار لتكونوا فاعلين و فوريين و تتخذوا من القرارات الصائبة لا أن تترنّحوا بين المصادح و تّرغدوا بما يتخالف و امكانيات الدولة و المعقول.
ثم ماذا عن صحة التلميذ النفسية التى أنهكت و دمّرت خلال هذه الفترة !! و لا يقتصر هذا علينا كتلاميذ بل إننا أشدّ المعنيين في هذه القضية ،، أم أن وزارتكم ككل مرة ستدوس علينا برجل من اللامبالاة و الإحتقار و الاستخفاف غير آبهة بالشروخ الجسيمة التي قدتعيقنا عن التركيز و متابعة سير الدروس و المراجعة ثم اجتياز الباكالوريا !!
ما كل هذا الإستغباء و أنتم أعلم بنسب النجاح في الظروف العادية فما بالكم في هذه الظروف الاستثنائية !!؟
إنكم بهذا تنزلون بالوزارة إلى أدنى محطات الجهل والتخلف وهي وزارة تربية و تعليم !!

أما عن المبدأين الذين صدحتم بهما فأنتم أول من تجرأ عليهما.

فمبدأ تكافئ الفرص قُهر لا محالة بمجرّد حذف الباك سبور و الباك blanc لأن هذين الفرصتين بمثابة قارب النجاة لكل تلميذ وقد حُرم منهما بلا تعويض .. فأين التكافؤ بين تلميذ حصّل معدله في الثلاثيتين الاولى و الثانية و تلميذ تأمّل خيرا في الباك blanc ليسعف حاله أو في الباك سبور ليرقّع نقصه !!
ألهذه الدرجة لم يذهب بكم التفكير سيادتكم الى التطرق إلى هذه الجزئيات التى قد تزعزع آمال التلميذ و تدمّر نتائجه !!
ألهذه الدرجة استسهلتم الوضعية و خرجتم لنا تتفاخرون ببعث قناة تلفزيّة ظننتم بها صلاحنا و نجاحنا !!
ثمّ ماذا عن الأساتذة المتخلفة عن البرنامج لأسباب أو لغير أسباب !
ما ذنب التلميذ في هذه النقطة بالذات !! هل سيكرّس وقته لفهم بقية البرنامج ؟ أم يخصصه لاستدراك ما فاته بسبب نسق الأستاذ البطيئ الذي لم يدرك زملاءه أم أنه يمضيه في مراجعة دروس الثلاثيتين الاولى و الثانية !!؟
ما ذنب التلميذ و أنتم من المفروض قد خضتم في كل هذه السيناريوهات كما زعمتم ؟؟ أم ان استكمال السنة الدراسة على اي وجه من الأوجه هو فقط شأنكم ؟؟فقرة4

سيدي الوزير أنتم بهذا تسيرون بالعام الدراسي إلى الهاوية بدل بر الأمان و تعتدون على كرامة التلميذ التونسي و تحطون من قيمته فتضعونه موضع فأر التجارب و المهازل ككل مرة و ككل أزمة لتبينوا لنا أنكم مؤسسة تسوقها المصلحة لا الاصلاح !
ثم ان المصدقية التي تخافون زعزعتها فقد أربكت حين اعلانكم فترة مهضومة الحق لاستكمال البرنامج ثم إعقابها مباشرة بالإمتحانات الوطنية و هي لم تدنس عام ألغي قسم من البرنامج و أجتيزت الامتحانات الوطنية على أكمل وجه و ٱعتُرف بشهادتها و كفاءة أصحابها .. عن عام الثورة أتحدث إن سيادتكم نسيتم ما تم اعتماده وقتها .. فلربما ساقكم الغرور و نسيتم سنة 2011 ليتوّج باك الكورونا و أنتم على رأسه بالأمانة و الوفاء رغم الداء و الأعداء !!

لا أطيل و مطلبنا سهل يسير.
أولا رد الإعتبار لمكانة التلميذ و وضع مصلحته على رأس قائمة كل قرار و بناء عليها يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة
ثم إنني و زملائي التلاميذ نقترح على سيادتكم ما يلي

▪التربص حتى انفراج الأزمة ثم اجتياز الامتحانات الوطنية على ما تم تحصيله خلال الثلاثيتين الاولى و الثانية بحيث انه يمثل 90/80٪ من البرنامج على غرار ما تم اعتماده في سنة 2011 بٱعتبار أن هذا لا ينقص من قيمة الباكالوريا شيئا خاصة و أن الناجح إلى الجامعة سيجد من الدروس و المحاور ما يجعله يهدم ليبني من جديد.
▪إعادة النظر في ظروف الإسعاف ليحاسب التلميذ على 9 وسط العام بدل 10 نظر لغياب الباك blanc بناء على معدل 8،5 في الباكالوريا عوض 9 نظرا لغياب الباك سبور.
▪عدم اعتبار الفترة المنقضية بداية من 12 مارس على اساس أنها فترة مراجعة نظرا للأضرار النفسية الجسيمة و تخصيص فترة لا بأس بها للمراجعة بعد اعلان الموعد الجديد للباكالوريا.
▪النظر في كيفية استدراك نقائص البرنامج للأساتذة المتخلفين عن زملائهم بما يرضي جميع الأطراف و يحمي سلامتهم.

هذا و نرجوا من كافة الأطراف المعنية الأخذ بعين الاعتبار جميع ما تم ذكره و مراعاة مصلحة التلميذ فوق اي اعتبار.”

قد يعجبك ايضا