ذكريات شاطئ الكازينو بصفاقس

شاطئ الكازينو قديما
شاطئ الكازينو قديما

توقفت عن المشي لأتمل موقع شاطئ الكازينو… نعم أنا متأكد من ذلك …لقد كان بنيانه شامخا متميزا يتوسط شاطئي فيريو ( البلدية ) وشاطئ حشاد …تساءلت مخاطبا نفسي المتألمة : أين هو؟ هل مر عليه زلزال مزلزل زلزل شاطئه وبنيانه فسواه بالأرض؟ هذا السؤال تبادر إلى ذهني من أثر وقع ما رأيت … لم يتركوا له أثر على الإطلاق. ما هذا العقاب الذي سلط على مدينتنا؟ أليس من حقنا ان تكون لنا معالم تعبر عن حقبة زمنية من تاريخنا ؟ ما ضرهم لو أبقوا عليه؟ ما هذا الانتقام والتشفي الصارخ على ثقافة مدينتنا؟ ذكرني ما رأيت بعقاب روما لقرطاج العظيمة…

مشيت الهوينا متأملا متألما على أطلاله وهل وجدت أطلالا؟ وعادت ذاكرتي لتشتغل… آه يا زمان …

شاطئ الكازينو قديما
شاطئ الكازينو قديما

كان شاطئ الكازينو صغيرا في غاية الروعة تمت تهيئته بإتقان ,محمي من الجهتين الشرقية والغربية في عمق البحر بجدارين حديديين ذات أعمدة متوازية عموديا لحمايته من تدفق الحارقين من شاطئي البلدية وحشاد لأن الدخول إلى شاطئ الكازينو مدفوع الثمن. رصفت على الشاطئ بإتقان أكشاك خشبية صغيرة المساحة  مدهونة بلونين مختلفين وفق خطوط عريضة , محجوزة بالكراء على ذمة أصحابها أو للعابرين, نصبت أمامها وعل الشاطئ واقيات الشمس على وجه الكراء أيضا.

أما المصطبة الممتدة داخل البحر يتنقل عليها المصطافون بلا ملل ولا تعب تحت أشعة الشمس الحارقة يتجاذبون أطراف الحديث ويشاكسون ويمتعون أنظارهم بمشاهدة السباحين والسباحات والغطاسين من الجنسين يرتومن في بحر حشاد العميق من المغطاس كل حسب قدرته وشجاعته في اختيار الارتفاع المناسب لديه.

شاطئ الكازينو قديما
شاطئ الكازينو قديما

الشاطئ يعج بالمصطافين والمستحمين من الجنسين في ألبسة العوم الخاصة كما كان قبلة لمشاهير الرياضة والثقافة فتدار إليهم الرقاب إعجابا وافتنانا…

تؤمن السفرات إلى الشواطئ الثلاث حافلة ” خط حشاد ” فهي الوحيدة التي كانت تصل إلى المدينة العصرية.

كان كل شيء فيه رائعا وجميلا ورائقا تنعمنا بالسباحة في مياهه النظيفة واستلقينا على رماله الذهبية

ويزيد الجو إنعاشا وحبورا تصرفات رياضيي كمال الأجسام المعروفون في الجهة بحركاتهم الرياضية الرائعة على الرمال وعلى المصطبة وفي البحر وعند الغطس معتمدين ضروبا من الحركات الصعبة لا يعرفون سرها إلا هم فيجلبون الأنظار ويفتكون الإعجاب.

رياضيي كمال الاجسام
رياضيي كمال الاجسام

أما اليوم فلا أثر بعد عين … تملكتني ثورة لا توصف وحسرة على ماض ما كنا نظن أن يعدم بمثل هذه الطريقة السادية…

محمد العش

قد يعجبك ايضا