“سي فريد مقني …أنت فريد وعملك فريد من نوعه” بقلم محمد العش

سي فريد مقني
سي فريد مقني

ضربت له موعدا وعهدت له بتحديد المكان…فجاءني الجواب من قبله : المكان الكازينو…يعني سي فريد منشغل في عمله الدؤوب كامل أيام الاسبوع صباحا باستثناء الاحد …بالله قل يا سيدي من اي طينة انت ؟وبأي خلفية تعمل؟ ومن يحركك ؟وماهو هدفك؟ وعلى من اجرك ؟وهل تعمل للشهرة؟…هذه اسئلة حاصرتني …تسلحت بها لأتوجه بها إليه وكانت المفاجأة… استقبلني بحرارة وصاحبي مازال يتذكر ايام التلمذة منذ 4عقود ونيف مرت دون ان اراه او ألتقي به…اجلسني على كرسي بلاستيكي وجلس حذوي على كرسي ثان أعدهما لاستقبال زائريه على شاطئ نظيف وتحت اشعة شمس حارة ونسيم عليل منشرح وامامنا البحر الصافي الهادئ وفي الافق الداخلي للبحر سفن متحركة واخرى راسية في عمقه…مكان في غاية الجمال ما كان يخطر ببالي ان أعيش هذا الحلم الغالي…

عدنا بذاكرتنا إلى ماض تولّى وتحسرنا على عهد شيمة أبنائه الصبر والعمل والاجتهاد والجدية وها نحن نرى ثمرته عند سي فريد ليقدم درسا راقيا في حب الوطن والموطن والتضحية بالوقت في سبيل إنجاز عمل لفائدة المجموعة الوطنية …هو عمل تربوي بالأساس يدرس …سلاحه في العمل مسحاة وسطلان وقفازان …لم أر اشقى من ذلك العمل وفي مثل سنه ويتمثل في إخرج الحجارة الصغيرة من شاطئ البحر وبقايا طين لازب من آثار” ن ب ك ” الملعونة…لله درك أيها الزميل المبجل …كل كلامه: صفاقس حبي الاول…أعمل لفائدة أبنائنا …أعمل عملا فرديا تطوعا لا هدف لي من ورائه …أجري على الله ورجائي ان يحتسب في ميزان حسناتي …لا انتمي إلى أي جمعية أو تنظيما…تنظيمي وجمعيتي صفاقس وديدني ان تزول الغمة علينا غمة السياب والتلوث بانواعه… يتكلم ويتكلم وانصت إليه واتنعم …أين أنا منك يا صديقي؟ أين انا وماذا قدمت مقارنة بما تقدم أنت يا أيها الفريد؟ كلامه فيه بلاغة وحصافة وتجربة وابتسامة لا تفارق محياه وتواضع لا مثيل له رغم هذه الشهرة التي اكتسبها ويستحقها استحقاقا…

ذكريات على شاطئ الكازينو
ذكريات على شاطئ الكازينو

أشد على يدك سي فريد…فعملك فريد …وصبرك فريد …وحماسك لموطنك فريد… وبمثل صنيعك تعطي درسا فريدا في حب الوطن والتضحية في سبيله…ادام الله عمرك وجازاك الله كل خير

محمد العش 8/12/2015

قد يعجبك ايضا