واقع الاحزاب في تونس : من المشاريع الفكرية إلى المقاولات السياسية

وسيم الزواري .ناشط في المجتمع المدني

تونس ديمقراطية شكلية تقوم على صراع الاشخاص .

البلاد عاشت بعد الثورة على اكتشاف أساسي وهو هشاشة الاحزاب وضعفها وسرعة تكوينها الى رحلة موتها واندثارها .

أن الأحزاب التونسية، التي تقيم وحدة منظوريها فقط على سردية إيديولوجية، أو مجرد اعتقادات نظرية، يتم اكتشاف حدودها بسرعة بمجرد أن تصطدم بإكراهات الواقع وتعقيداته.

ارتفاع منسوب الحرية، ونهاية الاستبداد تجعل إقامة أحزاب على مجرد معارضة السلطة أو الخصوم أي على مجرد برنامج الضد، دون بدائل شاملة وحلول لمشاكل الناس هذا يجعل الحزب غير قادر على التوسع والانتشار والاستقطاب بمجرد شعارات المعارضة وقول لا.

تجربة الحكم والصراع الانتخابي الحر والديمقراطي، بينت حدود الطبقة السياسية وعدم امتلاكها لرؤى وتصورات شاملة، تجيب على إكراهات الحكم والدولة وانتظارات الناس الاقتصادية والاجتماعية، وفهم تعقيدات المشهد الدولي وكيفية التموقع وإدارة البلاد، في مشهد دولي صاخب تتجاذبه المحاور والمصالح المتناقضة للدول القوية، و ظاهرة الإرهاب المعولم العابر للقارات، وتوازنات الاقتصاد العالمي المتحول، في عصر التأثيرات المتبادلة بين دول لم يعد فيها مكان للمفهوم التقليدي للسيادة الوطنية القائمة على العزلة.

ضعف الأحزاب بهذا الفهم سببه نقص في إبداعية الفكر السياسي وصناعة البرامج لدى طبقة سياسية لم تطور نفسها. كما تبينت الهشاشة الأخلاقية للطبقة السياسية، حيث أن إغراءات الحكم ورغبات التموقع جعلت الأحزاب سريعا ما تتشقق بمجرد خلافات صغيرة على المغانم، وهنا طغت الرغبات الشخصية الفردانية وغيبت الوحدة اللازمة حول مشاريع حزبية جامعة وموحدة للقيادات والمنخرطين.

لقد أصبح الطموح الشخصي والرغبة السريعة في تحقيق المغنم الشخصي، سببا في الاختلافات والانشقاقات، كما أن دخول المال السياسي والأذرع الإعلامية، على الخط جعلت الفكرة تترك مكانها لرغبة التموقع، دون مشروع فقد تفتت أحزاب ونشأت أخرى، بمجرد قرار شخصي توفرت له الأموال ووسيلة الإعلام.

دخلنا عصر ديمقراطية شكلية، تقوم على صراع الأشخاص، والقوى عوضا عن صراع الأفكار والمشاريع.

بقلم وسيم الزواري

قد يعجبك ايضا