صفاقس : آثار هنشير الشقاف في طريق الاندثار.. فأين معهد التراث؟

هنشير الشقاف: آثار مصنع روماني في صفاقس في طي النسيان

لا يخفى على أحد في صفاقس الحالة المزرية للتي وصل إليها حال القطاع الثقافي الجهوي وخاصة تدهور كل ماله علاقة بالتراث المادي من متاحف ومدينة عتيقة ومواقع أثرية تزخر بها الجهة. ولعل من المواقع النادرة القريبة من وسط المدينة والتي صمدت لقرون ونجت جزئيا من الزحف العمراني الحديث نجد موقع هنشير الشقاف. هذا الموقع الذي يشرف على البحر بطريق سيدي منصور كم 9 يعتبر نموذجا نادرا للآثار الصناعية الرومانية حيث كان مصنعا لتمليح الأسماك وصناعة صلصة القاروم، وهي صناعة كانت مزدهرة في جهة صفاقس بحسب ما وجد من يقايا لمنشئات مشابهة في طينة ويونقة وقرقنة.

موقع هنشير الشقاف كان لفترة قصيرة في مأمن من الزحف العمراني وأبرزت الحفريات وجود عدة أحواض تمليح منتشرة في الموقع ومقبرة قديمة. و الآن فلم يبق ظاهرا للعيان سوى منشأة في حالة مزرية أما الأحواض الأخرى والمقبرة فهم في خراب تام. أرض هذا الهنشير كان على ملك عائلة يهودية وقد قام معهد التراث باقتناء جزء من الأرض تحتوى على أهم الآثار. أما بقية الأرض فقد تم بيعها للخواص. وقد بدأت مؤخرا أشغال بناء في الموقع في الجزء الذي يملكه خواص بالرغم من ظهور عدة آثار سيكون مصيرها الاندثار ويبدو ذلك بسند قانوني من القضاء. السؤال هنا كيف يسمح لمثل هذه الأشغال في مكان له أهمية تاريخية في صفاقس خاصة إذا كانت هذه الأشغال تمثل خطرا يستدعى تدخلا سريعا لتفادي الانهيار والتشويه العميق بحسب نصوص مجلة حماية التراث الأثري و التاريخى. هل رخص معهد التراث فعلا لهذه الأشغال أم تخلى عن واجبه في حماية هذا الموقع أو للتدخل السريع ؟ وان تم السماح والترخيص لهذه الأشغال هل سيتم حماية الآثار من الاندثار؟ الى متى سيضل حال التراث في صفاقس من سيء إلى أسوء؟

هنشير الشقاف: آثار مصنع روماني في صفاقس في طي النسيان

إقرأ كذلك : هنشير الشقاف: آثار مصنع روماني في صفاقس في طي النسيان

قد يعجبك ايضا