الإبداع لا ينتهي في صفاقس : أمين الغرياني يخترع زيتون بنكهتي الليمون والفراولة

أمين الغرياني ( صورة لقناة الجزيرة )
أمين الغرياني ( صورة لقناة الجزيرة )

أقيم مؤخرا في صفاقس معرض للفن البيولوجي احتوى على لوحات فنية موضوعها شجرة الزيتون، واستعرض نتائج تجارب علمية لأحد المخترعين المحليين لعملية تغيير نكهة زيت الزيتون وتمكين الزوار من تذوق الزيت المعدل بنكهات مختلفة كنكهتي الليمون والفراولة.

ونظم المعرض المخترع أمين الغرياني على مرحلتين: الأولى بكلية العلوم بداية من يوم 24 فبراير/شباط الماضي، والثانية بالمعهد العالي للفنون والحرف يوم 7 مارس/آذار الحالي.
ما هو الفن البيولوجي؟

يقول الغرياني إن الفن البيولوجي أو “البيو آرت” هو اتجاه جديد في الفن التشكيلي الحديث ظهر في بداية القرن الحالي ويعتمد أساسا على إدخال تغييرات في مواد بيولوجية حية باستعمال مواد خارجية عنها كالأنزيمات أو البروتينات أو الجينات بهدف إعطائها شكلا جماليا أو مظهرا مختلفا عما هو معروف.

ويتطلب إنجاز هذه الأعمال الفنية عملا مشتركا يجمع بين فنانين وعلماء داخل المختبرات العلمية، بحسب الغرياني.

وقد أنجز المخترع التونسي اللوحات -التي أسست لأول معرض للفن البيولوجي في تونس- باستعمال ألوان قام بابتكارها من مواد طبيعية أساسها النفايات الصلبة المتبقية من عملية عصر حبات الزيتون لاستخراج الزيت مع إضافة مواد مثبتة طبيعية كالشحوم المستخرجة من الإبل ومواد أخرى كقشور ثمار الصبار لإنتاج اللون الأحمر، والفستق للأزرق، والكلوروفيل للأخضر، والليمون للأصفر.

وكان الغرياني قد حاز باختراعه هذا على عدة جوائز دولية في مجال الاختراع، منها حصوله على المرتبة الأولى في صالون أنطوني للاختراع بباريس، أحد أكبر المعارض العلمية للاختراعات في أوروبا الذي نظم في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

زيت زيتون بنكهات
ولم يكتف الباحث الشاب بعرض لوحات فنية، بل شملت أعماله الفنية-العلمية مجال التذوق بابتكاره زيت زيتون بنكهات مختلفة كالليمون والفراولة وغيرها.

ويقول إنه أجرى اختبارات ناجحة بحقن شجرة زيتون بمحلول يحتوي على الحبر البيولوجي الذي اخترعه في الدورة المائية للشجرة، وأنتجت الشجرة حبات زيتون بألوان مختلفة حسب المواد التي تم حقنها بها.

وسيقوم أمين الغرياني بعرض شجرة زيتون من نوع “البونزاي” لا يتجاوز طولها خمسين سنتيمترا متعددة الألوان تنتج زيتونا بنكهات مختلفة في معرض جنيف الدولي للاختراع الذي سينتظم خلال أبريل/نيسان القادم.

ويسعى المخترع التونسي إلى انتزاع الجائزة الأولى بعد تطويره تقنية جديدة تمكن من إنتاج زيتون بألوان ونكهات متعددة كنكهة الفراولة.

تجارب عالمية
يذكر أن الفن البيولوجي انتشر عالميا لدى بعض الأوساط الفنية والعلمية وتم تخصيص مختبرات علمية لفائدته، وقد أحدث العديد من الأعمال المنتجة جدلا واسعا بشأنها.

ويعد المختبر الأسترالي “سامبيوتيكا” الذي تأسس سنة 1996 أول مختبر علمي من نوعه يقوم بإنتاج الفن البيولوجي، حيث يشارك طلاب يدرسون الفن في أبحاث علمية فنية بمدرسة التشريح والبيولوجيا البشرية في جامعة غرب أستراليا.

ويعد الباحث البرازيلي إدواردو كاك أحد أشهر الأسماء في هذا المجال، وتعود شهرته إلى إدخاله سنة 2000 تغييرات جينية لأرنب بحقنه بجينات مستخرجة من قناديل البحر فأصبح لون الأرنب – الذي سماه “ألبا”- أخضر ومشعا عند تعريضه للأشعة فوق البنفسجية.

وتعرض كاك للانتقاد الشديد من قبل المعارضين لهذا النوع من الأعمال بسبب ما سموه التلاعب بالكائنات الحية.

ويبقى السؤال: هل يجب على الفنان الذي يمارس الفن البيولوجي أن يلتزم بأخلاقيات العلم أم عليه تجاوزها لما يقتضيه الإبداع الفني من حرية واسعة لا حدود لها؟
يجيب الفنان البيولوجي التونسي بالتأكيد على أهمية الالتزام بتلك الأخلاقيات، وهو ما حرص عليه طوال إجراء اختباراته، غير أن التجارب العالمية في هذا المجال لا تؤكد أن جميع المشتغلين في هذا المجال يشاطرون الغرياني الرأي نفسه.

الجزيرة

قد يعجبك ايضا