صفاقس : الفشل في العمل البلدي يرتسم في أبسط الشياء

نافورة ساحة الجمهورية متوقفة منذ اسابيع

الحديقة الصغرى الدائرية التي تتوسّط قلب شوارع مدينة صفاقس كانت على امتداد عقودا من الزمن تضيف رونقا خاصّا لتلك الساحة بنافورتها البسيطة والجميلة وبأزهارها وورودها التي تتجدّد حسب المواسم لتكون محلّ اعجاب جميع الزائرين للمدينة وخاصّة السوّاح حيث كانت تلك الساحة محطّة لكلّ الحافلات القادمة من الساحل في اتجاه الجنوب وكانت مقهى السلام وباريس وتونس المطلّة على الساحة تستقبل هؤلاء المجموعات لللاستمتاع بجمال الساحة واخذ الصور التذكارية .

هذه الحديقة والحدائق الصغرى المجاورة كانت سابقا للبلدية فرقا خاصّة في العناية بالأشجار والنخيل والغراسة والريّ على امتداد كامل اليوم وهذا ما يجعل من الساحة فضاءا للاسترخاء والاستراحة وخاصّة أثناء فترة الصيف حيث تكون ملاذا للانتعاش ببعض النسائم مساءا وليلا.وأذكر أنّ هؤلاء الأعوان كانوا يحملون أزياء عمل ” كاكي ” ويحرسون تلك الحدائق ويتوّلون عملية التنظيف بصفة مسترسلة .

تعاقب رؤساء البلديات ووقع انهاء عمل هذه الفرق المنتشرة بالحدائق المحيطة بالأسوار وحديقة داكاروالمنجي بالي وحديقة المعرض فكانت النتيجة كارثة حقيقية أدّت الى اخذ قرارات ارتجالية منها ازالة بعض الحدائق وتحويلها الى محطّات لسيارات الأجرة جريمة تنضاف في حقّ هذه المدينة .

صفاقس في الماضي وجهة سياحية
صفاقس في الماضي وجهة سياحية

وأمام ارتفاع الأصوات باعادة تلك الحديقة الدائرية الى ما كانت عليه قام اعضاء البلدية السابقة بالموافقة على تركيز نافورة حديثة بتكلفة 300 الف دينار انتظرنا وكانت المفاجأة مأساة لا اعرف كيف لقيت رضاء المهندسين والفنّيين منصّة عالية تشبه منصّة اطلاق الصواريخ حجبت الرؤية عن زوايا الساحة في حين أنّ شكل تلك النافورة القديمة كان كافيا ليضيف رونقا على الساحة .

من المؤسف أنّنا لمّا نشاهد بعض الصور القديمة لهذه الساحة ونقارنها بما تمّ انجازه يكون الفرق شاسعا انظروا وتأمّلوا في تلك الصور فكلّ من هرول للتجديد دون أن يستمدّ العمل من نمط العمران لوسط المدينة هو اغتيال في حقّ المدينة .ولكم صورة لمثل تلك النافورة القديمة التي وقع تركيزها بمدينة العلوم بتونس فهي تبدو رائعة .

بقلم محمد الحمامي

قد يعجبك ايضا