حساء الشعير أو الدشيش: أصل الكلمة وتاريخ الأكلة

تشيش بالقرنيط

الدشيش أو التشيش أكلة معروفة في صفاقس وفي تونس عامة وهي من أنواع الحساء الذي يطبخ بدقيق الشعير. وهي ضاربة في القدم ذكرت في الكتب التاريخية في عصور مختلفة.

أصل الكلمة:

الدشيش حسب الباحثة سهام الدبابي هي نفسها كلمة الجشيش. وهي كلمة عربية من جش الحب أي دقه أو طحنه طحنا غليظا فهو جشيش ومجشوش. وأكلة الجشيش هو حساء الشعير بعد دقة وهو حسو الشعير. وقد ذكرت أكلة الجشيش في العديد من المصادر التاريخية التي تؤكد عراقة الأكلة. فقد وردت في “طبقات” أبي العرب بأن “عبد الرحمان بن زياد وهو من رجال القرن الثامن ميلادي وعاش في افريقية “كان بين يديه جشيش يحسوه”. وذكر في كتاب رياض النفوس للمالكي أن الإمام سحنون الذي توفي أواسط القرن التاسع، كان يأكل الجشيش.

أصل الأكلة:

ذكر المؤرخون أن أكلة الجشيش وما يشبهها قديمة في كامل البحر الأبيض المتوسط. فالإغريق كانوا يتناولون أكلة تعد من دقيق الشعير بعد تنقيعه وقليه. والرومان كانوا يبلون الشعير ثم يقلى ويدق والقمح يؤكل حسوا. كما كان الجشيش من أكلات العراقيين القدامى والعرب والبربر كذلك.

إذن في بلادنا تعتبر الجشيش راسخا في القدم تناوله البربر والرومان ولكن لانعرف كيف كانوا ويسمونه. عندما جاء العرب جاءوا بكلمة الجشيش. تطورت الكلمة إلى دشيش وتشيش وتشيشة وتواصل طبخ الأكلة وتناولها في بلادنا مع تنوع من جهة إلى أخرى ويطلق عليها عامة شربة الشعير. وفي صفاقس نجد عدة أنواع من التشيش لعل أشهرها تشيش بالقرنيط، تشيش بالدهان، تشيش بالخضرة الخ…

د. وليد العش.

_____________________

المصدر: سهام الدبابي الميساوي. مائدة افريقية دراسة في ألوان الطعام. 2017. ص41-45.

قد يعجبك ايضا